⭕️لغتنا العربية (بين عراقة الأمس وتغريب الحاضر)👇 بقلم/ المحامي مصطفى هشام هجرس إن من آكد الأواصر التي تعبر عن النسيج الثقافي الرابط بين الشعوب والحضارات هي رابطة اللغة، والتي تمثل في جوهرها أنسب مظاهر التعبير عما يجول في الخواطر ومكامن النفوس وخبايا النوايا للأفراد والجماعات.. من ذلك نجد أن لغتنا العربية أهم وأمتع المظاهر الرائعة التي تعكس التنوع الثقافي للبشرية، بوصفها إحدى أكثر وأوسع اللغات انتشاراً في العالم، إذ يتكلمها ما يزيد على 400 مليون نسمة من شتى المعمورة. وليس بمستغرب لو علمنا أنها تمتد خارج المحيط العربي في الاستعمال والتخاطب، فنجدها حطت الرّحل في تركيا وتشاد ومالي السنغال وإرتيريا؛ وذلك لما لها من أهمية لدى معتنقي ديننا الإسلامي الحنيف، فهي لغة القرآن، ولا تتم الصلاة في الإسلام إلا بإتقان بعض كلماتها، ناهيك عن وصفها لغة شعائرية لدى عدد من كنائس النصارى وصوامع اليهود في المنطقة العربية حيث كُتب بها أهم الأعمال الدينية والفكرية اليهودية في العصور الوسطى. وقد أتاح الخوض في ساحل هذه اللغة دخولاً رائعاً لعالم زاخر بالتنوع في الأصول والمشارب والمعتقدات، كما أبدعت بمختلف أشكالها وأساليبها الشفهية والمكتوبة، فولدت آيات جمالية رائعة آسرة لألباب القلوب، وسادت حتى صارت لغةً امتهنها وأبدع فيها أرباب السياسة والعلم والفن والأدب، فأثرت في كثير من اللغات الأخرى في عالمنا الإسلامي، كالتركية والفارسية والكردية والأوردية والإندونيسية وبعض لغات القارة السمراء كالهوسا والسواحيلية، وبعض لغات أوروبا المتوسطية كالإسبانية والبرتغالية والمالطية والصقلية. وعلى ضوء ما تقدم، وفي إطار دعم وتعزيز تعدد اللغات وتعدد الثقافات في الأمم المتحدة، اعتمدت إدارة الأمم المتحدة للتواصل العالمي (إدارة شؤون الإعلام سابقاً) قرارا عشية الاحتفال باليوم الدولي للغة الأم بالاحتفال بكل لغة من اللغات الرسمية الست للأمم المتحدة. وبناء عليه، تقرر الاحتفال باللغة العربية في ١٨ كانون الأول كونه اليوم الذي صدر فيه قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 3190(د-28) في 18 كانون الأول 1973 المعني بإدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة. والغرض من هذا اليوم هو إذكاء الوعي بتاريخ اللغة وثقافتها وتطورها من خلال إعداد برنامج أنشطة وفعاليات خاصة. عليه، وفي ذكرى #اليوم_العالمي_للغة_العربية المصادف لهذا اليوم. أعلن جهاراً، أني فخور بلساني الذي ينطق بلغةٍ يتقنها مليارٌ ونصف المليار إنسان، يقفون بين يدي الله خمس مراتٍ في اليوم يتلون قوله: (إِنَّآ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ). كلي افتخار بأن اكون ناطقاً بلغة لامست حروفها وبلاغتها وجوامع كلمها شفاه محمد "صلى الله عليه وسلم"، وترنم في تعظيمها فاروق أمتي عمر بن الخطاب بقوله : «تَعَلَّمُوا الْعَرَبِيَّةَ فَإِنَّهَا تُثَبِّتُ الْعَقْلَ، وَتَزِيدُ فِي الْمُرُوءَةِ وبمقابل ذلك: كم أحتقر ذاك المعمم الذي يلوي لسانه ليتحدث بالعربية بنغمة فارسية، وددتُ لو صحا فلم يذكر من العربية حرفاً بعد صحوته.. وكم أحتقر ذاك الذي يطعّم عربيته بمفردات انكليزية ليدل على ثقافته، وددتُ لو صحا فلم يذكر من عربيته ولا انكليزيته حرفاً بعد صحوته.. حقٌ لنا هيَ .. لأبنائنا، لأجيالنا القادمة، كي لاتضيع هويتنا وتسلب ثقافتنا، وجب علينا الفخر والاعتزاز بها فلو كان الفارق بين الضاد والظاء بسيطاً والخطأ بينهما عادياً غير مؤثر لما ارتبطت الجنة بالظِلال والنار بالضَلال. تحية لها ولكل من ترنم بها في أرجاء الدنيا وكل عام ونحن عربٌ أقحاح #منصة_روح_القانون #مقالات